سهيل الحويك
--------------------------------------------------------------------------------
لا خلاف على أن العداوة بين فريقي ريال مدريد وبرشلونة تمثل احدى سمات كرة القدم الإسبانية منذ عقود، ولا غبار ايضا على حقيقة ان اللقاء الذي يجمع بينهما يعتبر الأكثر سخونة في العالم.
في الواقع، لا ينحصر الصراع بين القطبين داخل «المستطيل الأخضر» بل ان اللقاء الذي يجمع في طرفيه بين ال«بارسا» و«الملكي» لا يعتبر سوى ترجمة للحرب التاريخية بين اقليم برشلونة والعاصمة المركزية مدريد.
ولا بد من الاشارة هنا إلى ان فوز كارليس بويول، قائد الفريق الكاتالوني، بكأس دوري ابطال أوروبا العام 2006 (على حساب ارسنال الانكليزي 2/1) يكتسب فخرا وأهمية يتجاوزان وبأشواط بالنسبة إلى اللاعب نفسه احرازه كأس الأمم الأوروبية 2008 مع منتخب اسبانيا (على حساب المانيا في النهائي 1/صفر).
فالولاء في برشلونة هو لبرشلونة أولا، ثم ... وربما لاسبانيا.
هذا الواقع لا يختلف كثيرا عما هي الحال في اقليم الباسك وتحديدا في احد المعاقل الرياضية للاقليم: نادي اتلتيك بلباو الذي لم يضم في تاريخه اي لاعب غير باسكي حتى بات الفريق بمثابة منتخب قائم بذاته.
صحيح ان الفرنسي بيكسنتي ليزاراتزو ارتدى زي بلباو قبل انتقاله إلى بايرن ميونيخ الالماني، غير انه من المهم الايضاح ان «ليزا» باسكي على خلفية ولادته في اقليم الباسك الفرنسي!
ولطالما طالب هذا الاقليم بالاستقلال عن اسبانيا... ولكن دون جدوى.
نهائي كأس اسبانيا سيجمع هذا الموسم بين برشلونة الذي تجاوز مايوركا في الدور نصف النهائي، واتلتيك بلباو الذي تخطى عقبة اشبيلية في الدور ذاته.
الاتحاد المحلي للعبة قرر منذ اشهر اقامة المباراة النهائية على استاد «مستايا» الخاص بنادي فالنسيا الذي كان يمني النفس ببلوغ النهائي والاحتفاظ باللقب احتفاء بذكرى مرور 90 سنة على تأسيسه، غير ان «خفافيش» الفريق الابيض فشلوا في مسعاهم وودعوا المسابقة مبكرا.
قبل أيام، وردت انباء من بلباو وبرشلونة تدعو إلى نقل المباراة النهائية للكأس بحيث تقام في استاد يستوعب عددا أكبر من المتفرجين من ذاك القادر على استيعابه ال«مستايا»، وتحديدا إلى استاد «سانتياغو برنابيو» الخاص بنادي العاصمة ريال مدريد.
«مستايا» يتسع لحوالي 55 الف متفرج مقابل اكثر من 80 الفا ل «سانتياغو برنابيو». طلب منطقي بلا شك.
قيل ان الاتحاد الاسباني لكرة القدم رفض تلك الطلبات الواردة من بلباو وبرشلونة مؤكدا اصراره الالتزام بوعوده غير ان ما خفي قد يكون أعظم، ونسأل: «هل من الممكن ان يرحب ريال مدريد بضيفين غير عزيزين بتاتا على قلبه ليتنافس كل واحد منهما مع الثاني بهدف خطف كأس ملك اسبانيا، مع كل ما يحمله اسم هذه الجائزة من معان مركزية على حساب نوايا الانفصال؟
" نقلا عن جريدة الراي الكويتية "